السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَوَالِدٖ وَمَا وَلَدَ} (3)

واختلف في قوله تعالى : { ووالد وما ولد } فقال الزمخشري : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ولده أقسم ببلده الذي هو مسقط رأسه ، وحرم أبيه إبراهيم ، ومنشأ أبيه إسماعيل وبمن ولده وبه . وقال البغويّ : هما آدم وذريّته ، وقيل : كلُّ والد وولده . فإن قيل : هلا قيل : ومن ولد ؟ أجيب : بأنّ فيه ما في قوله تعالى : { والله أعلم بما وضعت } [ آل عمران : 36 ] أي : بأي شيء وضعت يعني ، أي : بأي شيء وضعت يعني موضوعاً عجيب الشأن ، أو أن ما بمعنى من . والذي عليه أكثر المفسرين هما آدم وذريّته ؛ لأنهم أعجب ما خلق الله تعالى على وجه الأرض لما فيهم من البيان والنطق والتدبير واستخراج العلوم ، وفيهم الأنبياء والدعاة إلى الله تعالى والأنصار لدينه ، وأمر الملائكة بالسجود لآدم وعلمه الأسماء كلها . ولقد قال الله تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم } [ الإسراء : 70 ] وقيل : هما آدم والصالحون من ذريته ، وأما الطالحون فكأنهم بهائم كما قال تعالى : { إن هم كالأنعام بل هم إلا أضلّ } [ الفرقان : 44 ] { صم بكم عمي فهم لا يرجعون } [ البقرة : 18 ] .