تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٞ} (39)

فتولى بركنه : فتولى بقوته معتزاً بها وبجنوده .

فأعرض فرعونُ عن الإيمان برسالة موسى معتدّاً بقوّته وما عندَه من جنودٍ ومُلكٍ ، وقال عن موسى : إنه ساحر أو مجنون .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٞ} (39)

فتولى فرعون { بِرُكْنِهِ } أي : أعرض بجانبه عن الحق ، ولم يلتفت إليه ، وقدح فيه أعظم القدح فقالوا : { سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } أي : إن موسى ، لا يخلو ، إما أن يكون أتى به شعبذة{[860]}  ليس من الحق في شيء ، وإما أن يكون مجنونًا ، لا يؤخذ بما صدر منه ، لعدم عقله .

هذا ، وقد علموا ، خصوصًا فرعون ، أن موسى صادق ، كما قال تعالى : { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ [ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ] } وقال موسى لفرعون : { لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [ بَصَائِرَ } الآية ] ،


[860]:- في ب: إما أن يكون ما أتي به سحرًا وشعبذة.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٞ} (39)

قوله تعالى : { فتولى } أي : أعرض وأدبر عن الإيمان ، { بركنه } أي : بجمعه وجنوده الذين كانوا يتقوى بهم ، كالركن الذي يقوى به البنيان ، نظيره قوله تعالى : { وآوي إلى ركن شديد }( هود-80 ) ، { وقال ساحر أو مجنون } قال أبو عبيدة : أو بمعنى الواو .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٞ} (39)

" فتولى بركنه " أي فرعون أعرض عن الإيمان " بركنه " أي بمجموعة وأجناده ، قاله ابن زيد . وهو معنى قول مجاهد ، ومنه قوله : " أو آوي إلى ركن شديد{[14244]} " [ هود : 80 ] يعني المنعة والعشيرة . وقال ابن عباس وقتادة : بقوته . ومنه قوله عنترة :

فما أَوْهَى مِراسُ الحرب ركني *** ولكن ما تَقَادَم من زماني{[14245]}

وقيل : بنفسه . وقال الأخفش : بجانبه ، كقوله تعالى : " أعرض ونأى بجانبه{[14246]} " [ فصلت : 51 ] وقاله المؤرج . الجوهري : وركن الشيء جانبه الأقوى ، وهو يأوي إلى ركن شديد أي عزة ومنعة . القشيري : والركن جانب البدن . وهذا عبارة عن المبالغة في الإعراض عن الشيء " وقال ساحر أو مجنون " " أو " بمعنى الواو ، لأنهم قالوهما جميعا . قاله المؤرج والفراء ، وأنشد بيت جرير :

أثعلبة الفوارسَ أو رياحا *** عدلتَ بهم طُهَيَّةَ والخِشَابَا{[14247]}

وقد توضع " أو " بمعنى الواو ، كقوله تعالى : " ولا تطع منهم آثما أو كفورا{[14248]} " [ الإنسان : 24 ] والواو بمعنى أو ، كقوله تعالى : " فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع " [ النساء : 3 ] وقد تقدم جميع هذا{[14249]} .


[14244]:راجع جـ 9 ص 78.
[14245]:في رواية: ولا وصلت إلى يد الزمان.
[14246]:راجع جـ 10 ص 321.
[14247]:طهية ـ كسمية ـ: حي من تميم نسبوا إلى أمهم، والخشاب: بطون من تميم أيضا.
[14248]:راجع جـ 19 ص 147.
[14249]:راجع جـ 5 ص 17.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ وَقَالَ سَٰحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٞ} (39)

{ فتولى } أي كلف نفسه الإعراض بعد ما دعاه علمها {[61413]}إلى الإقبال إليها{[61414]} ، وأشار إلى توليه بقوله : { بركنه } أي بسب ما يركن إليه من القوة في نفسه وبأعوانه وجنوده أو بجميع جنوده - كناية عن المبالغة في الإعراض ، { وقال } معلماً بعجزه عما أتاه به وهو لا يشعر : { ساحر } ثم ناقض كمناقضتكم{[61415]} فقال بجهله عما يلزم على قوله : { أو مجنون * } أي لاجترائه عليّ مع ما لي من عظيم الملك بمثل هذا الذي يدعو إليه ويتهدد عليه .


[61413]:من مد، وفي الأصل: بالإقبال النهار.
[61414]:من مد، وفي الأصل: بالاقبال النهار.
[61415]:من مد، وفي الأصل: مناقضتكم.