تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (6)

هادوا : تهوّدوا يعني : اليهود .

أولياء الله : أحبّاء الله .

ثم زاد الله تعالى في توبيخهم على تماديهم في الغيّ والضلال بأن تحداهم أن يتمنّوا الموت إذا كانوا صادقين في زعمهم أنهم وحدَهم أحباءُ الله وأولياؤه . فقال :

{ قُلْ يا أيها الذين هادوا إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ الناس فَتَمَنَّوُاْ الموت إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } .

قل لهم أيها الرسول : أيها اليهود ، إن كنتم تزعمون أنكم على هدى من ربكم ، وأنكم أحباء الله وحدكم ، فتمنوا من الله الموتَ حتى تذهبوا إليه إن كنتم صادقين ، وتلاقوا ربكم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (6)

ومن ظلم اليهود وعنادهم ، أنهم يعلمون أنهم على باطل ، ويزعمون أنهم على حق ، وأنهم أولياء الله من دون الناس .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (6)

{ قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس } محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، { فتمنوا الموت } فادعوا بالموت على أنفسهم ، { إن كنتم صادقين } أنكم أبناء الله وأحباؤه فإن الموت هو الذي يوصلكم إليه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (6)

لما ادعت اليهود الفضيلة وقالوا : " نحن أبناء الله وأحباؤه " [ المائدة : 18 ] قال الله تعالى : " إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس " فللأولياء عند الله الكرامة . " فتمنوا الموت إن كنتم صادقين " لتصيروا إلى ما يصير إليه أولياء الله .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (6)

ولما كان قولهم أنهم أولياء الله وأحباؤه في غاية البعد من هذا المثل ، استأنف ما يدل على صحة المثل قطعاً ، فقال معرضاً عنهم آمراً لمن كذبوه{[65291]} بتبكيتهم : { قل } أي يا أيها الرسول الذي{[65292]} هم قاطعون بأنه رسوله الله : { يا أيها الذين هادوا } أي تدينوا باليهودية . ولما كان الحق يصدع من له أدنى مسكة ، فكانوا جديرين بالرجوع عن العناد ، عبر بأداة الشك فقال : { إن زعمتم } أي قلتم قولاً هو معرض للتكذيب ولذلك أكدتموه { أنكم أولياء الله } أي الملك الأعلى الذي لا أمر لأحد معه ، خصكم بذلك خصوصية مبتدأة { من دون }{[65293]} أي أدنى رتبة من رتب { الناس } فلم تتعد الولاية تلك الرتبة الدنيا إلى أحد منكم غيركم ، بل خصكم بذلك عن كل من فيه أهلية الحركة لا سيما الأميين{[65294]} { فتمنوا الموت } وأخبروا عن أنفسكم بذلك للقلة من دار البلاء إلى محل الكرامة والآلاء { إن كنتم } أي كوناً راسخاً { صادقين * } أي عريقين عند أنفسكم {[65295]}في الصدق{[65296]} فإن من علامات المحبة الاشتياق إلى المحبوب ، ومن التطوع به أن من كان في كدر وكان له ولي قد وعده عند الوصول إليه الراحة التي لا يشوبها ضرر أنه يتمنى النقلة إلى وليه ، روي أنه صلى الله عليه وسلم قال لهم " والذي نفسي بيده لا يقولها منكم أحد إلا غص بريقه " فلم يقلها {[65297]}أحد منهم{[65298]} علماً منهم بمصدقه صلى الله عليه وسلم فلم يقولوا ولم يؤمنوا عناداً منهم .


[65291]:- من ظ وم، وفي الأصل: يكذبونه.
[65292]:- من ظ وم، وفي الأصل: الذين.
[65293]:- زيد في الأصل: الناس، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[65294]:- من م، وفي الأصل وظ: الآدميين.
[65295]:- من م، وفي الأصل وظ: الصدق.
[65296]:- من م، وفي الأصل وظ: الصدق.
[65297]:- في ظ وم: منهم أحد.
[65298]:- في ظ وم: منهم أحد.