اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (6)

قوله : { قُلْ يا أيها الذين هادوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ الناس } . أي : من دون محمَّد وأصحابه . لما ادعت اليهود الفضيلة ، وقالوا : { نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ }[ المائدة : 18 ] ، قال الله تعالى : { إِن زَعمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ الناس } فللأولياء عند الله الكرامة { فَتَمَنَّوُاْ الموت } لتصيروا إلى ما يصير إليه أولياء الله{[56582]} .

قوله : { أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ } .

سادّ مسد المفعولين أو المفعول على الخلاف ، و«لله » متعلق ب «أولياء » أو بمحذوف نعتاً ل «أولياء » ، و{ من دون الناس } كذلك .

قوله : { فَتَمَنَّوُاْ الموت } . جواب الشَّرط{[56583]} .

والعامة : بضم الواو وهو في الأصل واو الضمير .

وابن السميفع وابن يعمر وابن إسحاق{[56584]} : بكسرها ، وهو أصل التقاء السَّاكنين .

وابن السميفع أيضاً{[56585]} : بفتحها وهذا طلب للتخفيف .

وتقدم نحوه في : { اشتروا الضلالة }[ البقرة : 16 ] .

وحكى الكسائي إبدال الواو همزة .


[56582]:ينظر الجامع لأحكام القرآن 18/63.
[56583]:زاد في أ: الأول.
[56584]:ينظر المحرر الوجيز 5/308 والبحر المحيط 8/264، والدر المصون 6/316.
[56585]:ينظر السابق.