فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمۡتُمۡ أَنَّكُمۡ أَوۡلِيَآءُ لِلَّهِ مِن دُونِ ٱلنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ ٱلۡمَوۡتَ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (6)

{ قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ( 6 )

{ قل يا أيها الذين هادوا } المراد بهم الذين تهودوا وتدينوا باليهودية ، وهي ملة موسى عليه السلام ، وذلك أن اليهود ادعوا الفضيلة على الناس ، وقالوا : إنهم أولياء الله من دونهم ، كما في قولهم : { نحن أبناء الله وأحباؤه } وقولهم : { لن يدخل الجنة إلا من كان هودا } ، فأمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم لما ادعوا هذه الدعوى الباطلة ؛ { إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس } والولي يؤثر الآخرة ومبدأها وطريقها الموت .

{ فتمنوا الموت } لتصيروا إلى ما تصيرون إليه من الكرامة في زعمكم ، قرأ الجمهور بضم الواو وقرئ بفتحها تخفيفا ، وحكى الكسائي : إبدال الواو همزة { إن كنتم صادقين } في هذا الزعم فإن من علم أنه من أهل الجنة أحب الخلوص من هذه الدار .