الآية : 6 وقوله تعالى : { قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } كقوله{[21220]} في موضع آخر : { قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } [ البقرة : 94 ] .
فكان في هذا بيان أن من كان من أوليائه فله الدار الآخرة عند الله خالصة ، ومن كانت له الدار الآخرة فهو من أوليائه . ويجوز أن يكون ما لهما جميعا ، والله أعلم .
ثم المباهلة في المتعارف إنما هي المحاجة في بلوغ العناد والتمرد غايته ؛ فكأنه لما قررت عندهم جميع الحجج ، فلم يقبلوها ، أمره بالمباهلة ، فلم{[21221]} يباهله اليهود والنصارى ، لأنه يجوز أن قد كانت{[21222]} في كتابهم هذا ، وإن{[21223]} المباهلة من غاية المحادة ، وإن من باهل نزل عليه العذاب واللغة إن لم يكن محقا . فكذلك امتنعوا من المباهلة .
وأما العرب من المشركين فلم يكن لهم كتاب يعرفون به حكم المباهلة ، فباهلوا ؛ وذلك أنه روي أن أبا جهل كان يقول : اللهم انصر أحبنا إليك وأقرانا للضيف وأوصلنا للرحم ، فنصر الله تعالى نبيه عليه السلام فأبو جهل باهله لأنه لم يكن له كتاب ، ولم يباهله اليهود والنصارى لما كانت لهم كتب عرفوا فيها حكم المباهلة ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.