تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

ضنين : بخيل .

ليس محمّد بالمتهَم على القرآن وما فيه ، ولا ببخيلٍ يقصّر في تبليغه وتعليمه ، بل هو ثقةٌ أمين .

قراءات :

قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي : بظنين بالظاء ، وقرأ الباقون بضنين ، بالضاد .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

{ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } أي : وما هو على ما أوحاه الله إليه بمتهم يزيد فيه أو ينقص أو يكتم بعضه ، بل هو صلى الله عليه وسلم أمين أهل السماء وأهل الأرض ، الذي بلغ رسالات ربه البلاغ المبين ، فلم يشح بشيء منه ، عن غني ولا فقير ، ولا رئيس ولا مرءوس ، ولا ذكر ولا أنثى ، ولا حضري ولا بدوي ، ولذلك بعثه الله في أمة أمية ، جاهلة جهلاء ، فلم يمت صلى الله عليه وسلم حتى كانوا علماء ربانيين ، وأحبارا متفرسين ، إليهم الغاية في العلوم ، وإليهم المنتهى في استخراج الدقائق والفهوم ، وهم الأساتذة ، وغيرهم قصاراه أن يكون من تلاميذهم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

{ وما هو } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، { على الغيب } أي الوحي ، وخبر السماء وما اطلع عليه مما كان غائباً عنه من الأنباء والقصص ، { بضنين } قرأ أهل مكة والبصرة والكسائي بالظاء أي بمتهم ، يقال : فلان يظن بمال ويزن أي يتهم به : والظنة : التهمة ، وقرأ الآخرون بالضاد أي ببخيل ، يقول إنه يأتيه علم الغيب فلا يبخل به عليكم بل يعلمكم ويخبركم به ، ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ما عنده حتى يأخذ عليه حلواناً ، تقول العرب : ضننت بالشيء بكسر النون أضن به ضناً وضنانةً فأنا به ضنين أي بخيل .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

" وما هو على الغيب بظنين " : بالظاء ، قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ، أي بمتهم ، والظنة التهمة . قال الشاعر :

أما وكتابُ الله لا عَنْ شَنَاءَةٍ *** هُجِرْتُ ولكن الظنينَ ظنينُ

واختاره أبو عبيد ؛ لأنهم لم يبخلوه ولكن كذبوه ؛ ولأن الأكثر من كلام العرب : ما هو بكذا ، ولا يقولون : ما هو على كذا ، إنما يقولون : ما أنت على هذا بمتهم . وقرأ الباقون " بضنين " بالضاد : أي ببخيل من ضننت بالشيء أضن ضنا [ فهو ] ضنين . فروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : لا يضن عليكم بما يعلم ، بل يعلم الخلق كلام الله وأحكامه . وقال الشاعر :

أجود بمكنُونِ الحديثِ وإنني *** بسرِّكِ عمن سالنِي لضَنِينُ

والغيب : القرآن وخبر السماء . ثم هذا صفة محمد عليه السلام . وقيل : صفة جبريل عليه السلام . وقيل : بظنين : بضعيف . حكاه الفراء والمبرد . يقال : رجل ظنين : أي ضعيف . وبئر ظنون : إذا كانت قليلة الماء . قال الأعشى :

ما جُعِلَ الجُدُّ{[15834]} الظَّنونُ الذي *** جُنِّبَ صَوْبَ اللجِبِ الماطِرِ

مثلَ الفُراتيِّ إذا ما طَمَا *** يقذِفُ بالبُوصِيِّ والمَاهِرِ

والظنون : الدين الذي لا يدري أيقضيه آخذه أم لا ؟ ومنه حديث علي عليه السلام في الرجل يكون له الدين الظنون ، قال : يزكيه لما مضى إذا قبضه إن كان صادقا . والظنون : الرجل السيء الخلق ، فهو لفظ مشترك .


[15834]:الجد: البئر تكون في موضع كثير الكلأ. الفراتي: المنسوب إلى الفرات. والبوصى: ضرب من سفن البحر، والملاح أيضا. والماهر: السابح.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

ولما انتفى ما يظن من لبس السمع وزيغ البصر ، لم يبق إلا ما يتعلق بالتأدية فنفى ما يتوهم من ذلك بقوله-{[71966]} : { وما } أي{[71967]} سمعه ورآه والحال أنه ما { هو على الغيب } أي الأمر الغائب عنكم في النقل عنه ولا في غيره من باب الأولى { بضنين * } أي بمتهم ، من الظنة وهي التهمة ، كما يتهم الكاهن لأنه يخطىء في بعض ما يقول ، فهو حقيق بأن يوثق بكل شيء يقوله في كل أحواله ، هذا في قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ورويس عن يعقوب بالظاء ، والمعنى في قراءة الباقين بالضاد-{[71968]} : ببخيل كما يبخل الكاهن رغبة في الحلوان ، بل هو حريص على أن يكون كل من أمته عالماً بكل ما أمره الله تعالى{[71969]} بتبليغه .


[71966]:زيد من ظ و م.
[71967]:زيد في الأصل و ظ: وما، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.
[71968]:زيد من ظ و م.
[71969]:زيد في الأصل و ظ: به من و، ولم تكن الزيادة في م فحذفناها.