معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ} (24)

وقوله : { وَما هُوَ على الْغَيْبِ بِضَنِينٍ } [ 129/ب ] .

[ حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال ] حدثنا الفراء قال : حدثني قيس بن الربيع عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش قال : أنتم تقرءون : ( بضنين ) ببخيل ، ونحن نقرأ ( بظنين ) بِمتَّهم . وقرأ عاصم وأهل الحجاز وزيد بن ثابت ( بضنين ) وهو حسن ، يقول : يأتيه غيب السماء ، وهو منفوس فيه فلا يضن به عنكم ، فلو كان مكان : على عن صلح أو الباء كما تقول : ما هو بضنين بالغيب . والذين قالوا : بظنين . احتجوا بأن على تقوّي قولهم ، كما تقول : ما أنت على فلان بمتهم ، وتقول : ما هو على الغيب بظنين : بضعيف ، يقول : هو محتمل له ، والعرب تقول للرجل الضعيف أو الشيء القليل : هو ظنون . سمعت بعض قضاعة يقول : ربما دلّك على الرأي الظنون ، يريد : الضعيف من الرجال ، فإن يكن معنى ظنين : ضعيفاً ، فهو كما قيل : ماء شريب ، وشروب ، وقروني ، وقريني ، وسمعت : قروني وقريني ، وقرُونتي وقرينتي إلا أنّ الوجه ألاّ تدخِل الهاء . وناقة طعوم وطعيم ، وهي التي بين الغثّة والسمينة .