تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

لقد أراد الجن أن يستمعوا خبر السماء فوجدوها { مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً } تنقضّ عليهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

{ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ } أي : أتيناها واختبرناها ، { فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا } عن الوصول إلى أرجائها [ والدنو منها ] ، { وَشُهُبًا } يرمى بها من استرق السمع ، وهذا بخلاف عادتنا الأولى ، فإنا كنا نتمكن من الوصول إلى خبر السماء .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

{ وأنا } وأنا يقول الجن يعني : { لمسنا السماء } قال الكلبي : السماء الدنيا ، { فوجدناها ملئت حرساً شديداً } من الملائكة ، { وشهباً } من النجوم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

< وأنا لمسنا السماء } أي رمنا استراق السمع فيها { فوجدناها ملئت حرسا شديدا } من الملائكة { وشهبا } من النجوم يريدون حرست بالنجوم من استماعنا

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

قوله تعالى : " وأنا لمسنا السماء " هذا من قول الجن ؛ أي طلبنا خبرها كما جرت عادتنا " فوجدناها " قد " ملئت حرسا شديدا " أي حفظة ، يعني الملائكة . والحرس : جمع حارس " وشهبا " جمع شهاب ، وهو انقضاض الكواكب المحرقة لهم عن استراق السمع . وقد مضى القول فيه في سورة " الحجر " {[15450]} " والصافات{[15451]} " . و " وجد " يجوز أن يقدر متعديا إلى مفعولين ، فالأول الهاء والألف ، و " ملئت " في موضع المفعول الثاني . ويجوز أن يتعدى إلى مفعول واحد ويكون " ملئت " في موضع الحال على إضمار قد . و " حرسا " نصب على المفعول الثاني " بملئت " . و " شديدا " من نعت الحرس ، أي ملئت ملائكة شدادا . ووحد الشديد على لفظ الحرس ؛ وهو كما يقال : السلف الصالح بمعنى الصالحين ، وجمع السلف أسلاف{[15452]}وجمع الحرس أحراس ، قال{[15453]} :

تجاوزت أحراسا وأهوالَ مَعْشَرٍ

ويجوز أن يكون " حرسا " مصدرا على معنى حرست حراسة شديدة .


[15450]:راجع جـ 10 ص 10.
[15451]:راجع جـ 15 ص 66.
[15452]:كذا في أ، ط، و، وح: في موضع أو.
[15453]:هو امرؤ القيس. ويروى: * تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا * وتمام البيت وهو من معلقته: * علي حراصا لو يشرون مقتلى *
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

ولما كان عدم البعث من خلل في القدرة ، شرعوا في إثبات تمام القدرة على وجه{[69055]} دال على صحة القرآن وحراسته من الجان ، لئلا يظن أنه من نحو ما للكهان ، فقالوا مؤكدين في قراءة الكسر لاستبعاد الوصول إلى السماء حثاً على طلب المهمات وإن بعد مكانها : { وإنا } ولما كان يعبر عن الإمعان في التفتيش بالالتماس ، وكان تجريد الفعل أعظم من ذلك للدلالة على الخفة وعدم الكلفة قال : { لمسنا السماء } أي الدنيا التمسنا أخبارها على ما كان من عادتنا لاستماع ما يغوى به الإنسان التماساً هو كالحس باللمس باليد { فوجدناها } من جميع نواحيها وهو من الوجدان { ملئت } أي ملأً هو في غاية السهولة والخفة على فاعله { حرساً } أي حراساً اسم جمع ، فهو مفرد اللفظ ، ولذلك وصف بقوله : { شديداً } أي بالملائكة { وشهباً * } جمع سهاب وهو المتوقد من النار ، فعلت هممهم حتى طلبوا المهمات الدنيوية والشهوات النفسانية من مسيرة{[69056]} خمسمائة سنة صعوداً ، فأفّ لمن يكسل عن{[69057]} مهمات الدين المحققة من مسيرة ساعة أو دونها ، وأن يقعد في مجلس العلم ساعة أو دونها ، والتعبير بالملأ يدل على أنها كانت قبل ذلك{[69058]} تحرس لكن لا على هذا{[69059]} الوجه فقيل : إنها حرست لنزول التوراة ثم اشتد الحرس للانجيل ثم ملئت لنزول القرآن فمنعوا من الاستماع أصلاً إلا ما يصدق القرآن إرهاصاً للنبوة العظمى الخاتمة لئلا يحصل بهم{[69060]} نوع لبس .


[69055]:-زيدت في الأصل: بات، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[69056]:- من ظ وم، وفي الأصل: مسير.
[69057]:- زيد في ظ: طلب.
[69058]:- زيد من ظ وم.
[69059]:- زيد من ظ وم.
[69060]:- من ظ وم، وفي الأصل: لهم.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدۡنَٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسٗا شَدِيدٗا وَشُهُبٗا} (8)

قوله تعالى : { وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشبها 8 وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا 9 وأنا لا ندري أشرّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا } .

ذلك إخبار من الله عن الجن حين بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم للعالمين وأنزل عليه القرآن وكان من حفظ الله لكتابه الحكيم أن السماء قد ملئت حرسا وشهبا من كل أرجائها وطردت منها الشياطين كيلا يسترقوا شيئا من أخبار السماء فيلقوه على ألسنة الكهنة فيلتبس الأمر على الناس ويختلط ، فلا يدرون الصادق من الكاذب .

وهو قوله : { وأنا لمسنا السماء } وهذا من قول الجن . يعني طلبنا أخبار السماء كما كنا نطلبها في العادة { فوجدناها ملئت حرسا شديدا } جملة { ملئت } في موضع نصب على الحال . وحرسا ، مفعول ثان لملئت ، وهو جمع ومفرده حارس . يعني ملئت السماء من سائر أطرافها وأنحائها حراسا من الملائكة أشداء أقوياء يحفظونها من استراق الشياطين { وشبها } جمع شهاب وهو الشعلة الساطعة من النار{[4654]} فقد كانت الملائكة ترجمهم بالشهب الحارقة منعا لهم من الاستماع . أو كانت تنقضّ عليهم قذائف من نار الكواكب لتحرقهم وتحول بينهم وبين استراق السمع .


[4654]:مختار الصحاح ص 349.