{ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ } حقيقة هم { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ } حيث حرموها الثواب ، واستحقت بسببهم وخيم العقاب { وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } أي : فرق بينهم وبينهم ، واشتد عليهم الحزن ، وعظم الخسران . { أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } الذي ليس مثله خسران ، وهو خسران مستمر ، لا ربح بعده ، بل ولا سلامة .
" فاعبدوا ما شئتم من دونه " أمر تهديد ووعيد وتوبيخ ، كقوله تعالى : " اعملوا ما شئتم " [ فصلت : 40 ] . وقيل : منسوخة بآية السيف .
قوله تعالى : " قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين " قال ميمون بن مهران عن ابن عباس : ليس من أحد إلا وقد خلق الله له زوجة في الجنة ، فإذا دخل النار خسر نفسه وأهله . في رواية عن ابن عباس : فمن عمل بطاعة الله كان له ذلك المنزل والأهل إلا ما كان له قبل ذلك ، وهو قوله تعالى : " أولئك هم الوارثون " [ المؤمنون : 10 ] .
قوله : { فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ } أي اعبدوا ما طاب لكم أن تعبدوه من دون الله . وفي ذلك ما يدل على شدة الغضب عليهم من الله ، وفيه كذلك من التهديد والوعيد ما لا يخفى .
قوله : { قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } إنما الخاسرون كل الخُسران ، الجامعون لوجوه الخسران وأسبابه هم الذين خسروا أنفسهم بإهلاكها في جهنم ، وكذلك خسروا أهليهم وأتباعهم إذا أضلوهم وفتنوهم عن الحق فصاروا يوم القيامة إلى النار .
قوله : { أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } { ألاَ } أداة تنبيه ؛ فقد نبَّه إلى حقيقة الخسران الظاهر يوم القيامة فإنه هو الخسران الفظيع ، لما يجده المفرّطون الهلكى من شديد البلايا وعظيم الويلات في النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.