الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَٱعۡبُدُواْ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ} (15)

ثم قال : { فاعبدوا ما شئتم من دونه } هذا تهدد{[58766]} أيضا{[58767]} ووعيد .

والمعنى : اعبدوا ما أحببتم ستعلمون وبال عاقبة عبادتكم إذا لقيتم ربكم . وهذا كله قبل أن يؤمر بالقتال{[58768]} .

ثم قال تعالى : { قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة }( أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : إن الخاسرين في الحقيقة هم الذين خسروا ){[58769]} أنفسهم بإيرادهم إياها في العذاب الدائم ، وخسروا أهليهم ، فليس لهم أهل .

قال ابن عباس : هم الكفار ، خلقهم الله للنار وخلق النار لهم ، فخسروا الدنيا والآخرة{[58770]} .

وعن ابن عباس أنه قال : ليس من أحد إلا وقد خلق الله له{[58771]} زوجه في الجنة ، فإذا دخل النار خسر نفسه وأهله ، وكذلك قال قتادة{[58772]} .

ثم قال تعالى ذكره : { ألا ذلك هو الخسران المبين{[58773]} } أي : ألا إن خسارة هؤلاء المشركين ( لأنفسهم وأهلهم{[58774]} ) يوم القيامة ، هو الخسران الظاهر .


[58766]:التهدد والتهديد والتهداد: من الوعيد والتخوف، انظر: اللسان (مادة: هدد). ساقط من (ح).
[58767]:انظر: الناسخ والمنسوخ 52.
[58768]:ساقط من (ح).
[58769]:ساقط من (ح).
[58770]:انظر: جامع البيان 23/131.
[58771]:ساقط من (ح).
[58772]:انظر: إعراب النحاس 4/8، وجامع القرطبي 15/243، وكلاهما عن ابن عباس فقط.
[58773]:(ساقط من ح).
[58774]:(ح): أنفسهم وأهليهم.