{ فاعبدوا } أي : أنتم أيها الداعون في وقت الضراء المعرضون في وقت الرخاء { ما شئتم من دونه } أي : غيره في هذا تهديد وزجر لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى ، ثم بين تعالى كمال الزجر بقوله سبحانه { قل إن الخاسرين } أي : الكاملين في الخسران { الذين خسروا أنفسهم } أي : أوقعوها في هلاك لا يعقل هلاك أعظم منه { و } خسروا { أهليهم يوم القيامة } أيضاً لأنهم إن كانوا من أهل النار فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم وإن كانوا من أهل الجنة فقد ذهبوا ذهاباً لا رجوع بعده البتة . وقوله تعالى { ألا ذلك } أي : الأمر العظيم البعيد الرتبة في الخسارة { هو الخسران المبين } أي : البين يدل على غاية المبالغة من وجوه ؛ أحدها : أنه وصفهم بالخسران ثم أعاد ذلك بقوله تعالى : { ألا ذلك هو الخسران المبين } وهذا التكرير لأجل التأكيد ، وثانيها : ذكر حرف ألا وهو للتنبيه ، وذكر التنبيه يدل على التعظيم ، كأنه قال : بلغ في العظم إلى حيث لا تصل عقولكم إليه فتنبهوا له ، وثالثها : قوله تعالى { هو الخسران } ولفظة هو تفيد الحصر كأنه قيل : كل خسران يصير في مقابلته كل خسران ، ورابعها : وصفه تعالى بكونه خسراناً مبيناً يدل على التهويل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.