{ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ } أن تعبدوه { مِنْ دُونِهِ } هذا الأمر للتهديد والتقريع والتوبيخ ، كقوله { اعملوا ما شئتم } وفيه إيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى ، وقيل إن الأمر على حقيقته ، وهو منسوخ بآية السيف ، والأول أولى .
{ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ } الكاملين في الخسران هم { الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا لأن من دخل النار فقد خسر نفسه وأهله ، وأهلي جمع أهل وأصله أهلون أو أهلين والمراد بأهليهم أهل الآخرة ، وقيل أزواجهم وخدمهم وقيل أهلهم في الدنيا لأنهم إن كانوا من أهل النار فقد خسروهم ، كما خسروا أنفسهم ، وإن كانوا من أهل الجنة فقد ذهبوا عنهم ذهابا لا رجوع بعده .
قال الزجاج وهذا يعني به الكفار ، فإنهم خسروا أنفسهم بالتخليد في النار ، وخسروا أهليهم لأنهم لم يدخلوا مدخل المؤمنين الذين لهم أهل في الجنة ، قال ابن عباس في الآية هم الكفار الذين خلقهم للنار ، زالت عنهم الدنيا وحرمت عليهم الجنة ، وعنه قال أهليهم من أهل الجنة ، كانوا أعدوا لهم لو أطاعوا الله فغيبوهم .
{ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } مستأنفة لتأكيد ما قبلها وتصديرها بحرف التنبيه للإشعار بأن هذا الخسران الذي حل بهم قد بلغ من العظم إلى غاية ليس فوقها غاية ، وكذلك تعريف الخسران ووصفه بكونه مبنيا ، فإنه يدل على أنه الفرد الكامل من أفراد الخسران وأنه لا خسران يساويه ولا عقوبة تدانيه
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.