بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَٱعۡبُدُواْ مَا شِئۡتُم مِّن دُونِهِۦۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ} (15)

{ فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مّن دُونِهِ } من الآلهة . وهذا كقوله : { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ } [ الكافرون : 6 ] ويقال : { فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مّن دُونِهِ } لفظه لفظ التخبير والأمر ، والمراد به التهديد والتخويف ، كقوله : { اعملوا مَا شِئْتُم مِن دُونِهِ } وكقوله : { قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً } ويقال : قد بيّن الله ثواب المؤمنين ، وعقوبة الكافرين . ثم قال : { فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مّن دُونِهِ } وذلك قبل أن يؤمر بالقتال ، فلما أيسوا منه أن يرجع إلى دينهم ، قالوا : خسرت إن خالفت دين آبائك . فقال الله تعالى : { قُلْ إِنَّ الخاسرين الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القيامة } يعني : أنتم الخاسرون ، لا أنا . ويقال : { الذين خسروا أنفسهم } بفوات الدرجات ، ولزوم الشركات ، { أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الخسران المبين } يعني : الظاهر حيث خسروا أنفسهم ، وأهلهم ، وأزواجهم .