{ فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ }وهذا أمر توبيخ وتهديد . والمراد منه الزجر كقوله : { اعملوا مَا شِئْتُمْ } [ فصلت : 40 ] . ثم بين كمال الزجر بقوله : { قُلْ إِنَّ الخاسرين الذين خسروا أَنفُسَهُمْ } أوقعوها في هلاك لا يعقل هلاك أعظم منه وخسروا أهاليهم أيضاً لأنهم إن كانوا من أهل النار فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم وإن كانوا من أهل الجنة فقد ذهبوا عنهم ذهاباً لا رجوع بعده البتة . وقيل خُسْرَان النفس بدخول النار وخُسْرَان الأهل أن يفرق بينه وبين أهله .
ولما شرح الله تعالى خسرانهم وصف ذلك الخُسْرَانَ ( المبينَ بالفظاعة فقال : أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ ) المُبِينُ « ، وهذا يدل على غاية المبالغة من وجه :
أحدها : أنه وصفهم بالخُسْرَانِ ، ثم أعاد ذلك بقوله : «ألا ذلك هو الخسران المبين » وهذا التكرير لأجل التأكيد .
وثانيها : ذكره حرف «أَلاَ » وهو للتَّنْبِيهِ ، وذكر التنبيه يدل على التعظيم كأنه قيل : بلغ في العِظَم إلى حيث لا تصل عقولكم إليه فتنبهوا لَهُ .
وثالثها : قوله : { هُوَ الخسران } ولفظ «هو » يفيد الحصر كأنه قيل : كل خسران يصير في مقابلته كلا خسران .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.