الحق : خلاف الباطل ، والعدل ، وما يجب للفرد والجماعة ، وحقوق الله : ما يجب علينا نحوه .
الصبر : تحمُّل المكروه دون جزع ، واحتمالُ المشقّة في سبيل الله ، والغير ، والعملِ الطيب .
ثم بيّن الله تعالى بوضوح أن الإنسانَ المعتدِلَ الذي يقوم بما عليه من الواجباتِ ليس من الخَاسِرين ، فاستثناه بقوله تعالى :
{ إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات وَتَوَاصَوْاْ بالحق وَتَوَاصَوْاْ بالصبر }
إن الناس في ضلال وهلاكٍ إلا الذين آمنوا بالله ، وعملوا الأعمالَ الصالحة في سبيل الله ومجتمعهم ، وصدقوا في إيمانهم ، وأوصى بعضُهم بعضاً بالتمسّك بالحق والصبرِ على المشاق .
هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الفضائل الأربع :
الإيمان ، والعمل الصالح ، والتواصي بالحق ، والتواصي بالصبر ، يعملون الخير ويدعون إلى العمل به . والصبرُ فضيلة ليس لها مثيل . وقد ذُكر الصبر في القرآن الكريم أكثر من ستين مرة . { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأمور } [ الشورى : 43 ] .
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصابرون أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر : 10 ] ، إلى آياتٍ لا حصر لها . . . اللهم اجعلنا في زمرة الصابرين العاملين الّذين تواصَوا بالحق وتواصَوا بالصبر .
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به ، ولا يكون الإيمان بدون العلم ، فهو فرع عنه لا يتم إلا به .
والعمل الصالح ، وهذا شامل لأفعال الخير كلها ، الظاهرة والباطنة ، المتعلقة بحق الله وحق عباده{[1476]} ، الواجبة والمستحبة .
والتواصي بالحق ، الذي هو الإيمان والعمل الصالح ، أي : يوصي بعضهم بعضًا بذلك ، ويحثه عليه ، ويرغبه فيه .
والتواصي بالصبر على طاعة الله ، وعن معصية الله ، وعلى أقدار الله المؤلمة .
فبالأمرين الأولين ، يكمل الإنسان{[1477]} نفسه ، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره ، وبتكميل الأمور الأربعة ، يكون الإنسان قد سلم من الخسار ، وفاز بالربح [ العظيم ] .
{ إلا الذين آمنوا } فإنهم ليسوا في خسر { وتواصوا بالحق } وصى بعضهم بالإقامة على التوحيد والإيمان { وتواصوا بالصبر } على طاعة الله والجهاد في سبيله ، ويروى مرفوعا { إن الإنسان لفي خسر } يعني أبا جهل { إلا الذين آمنوا } يعني أبا بكر { وعملوا الصالحات } يعني عمر بن الخطاب { وتواصوا بالحق } يعني عثمان { وتواصوا بالصبر } يعني عليا رضي الله عنهم أجمعين .
قوله : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } استثناء من جنس الإنسان وهم الناس ، فقد استثنى بذلك من الخاسرين الهلكى { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } وهم الموقنون بوحدانية الله ، المصدقون بنبوة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأدوا ما عليهم من فرائض ، فالتزموا شرع الله وأحكام دينه غير مفرطين ولا غافلين .
قوله : { وتواصوا بالحق } يعني حضّ بعضهم بعضا ، وأوصى بعضهم بعضا بالحق . وهو الخير كله من توحيد الله وطاعته ، واتباع النور الذي أنزله على رسوله { وتواصوا بالصبر } يعني أوصى بعضهم بعضا بالصبر عن المعاصي وعلى فعل الطاعات والواجبات وما يتقربون به إلى الله{[4856]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.