تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (55)

أحسن ما أنزل إليكم : القرآن .

ثم بين بعد ذلك أن عاقبة من أهمل التوبةَ هو ما يحل به من الندامة يوم القيامة .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (55)

فأجاب تعالى بقوله : { وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } مما أمركم من الأعمال الباطنة ، كمحبة اللّه ، وخشيته ، وخوفه ، ورجائه ، والنصح لعباده ، ومحبة الخير لهم ، وترك ما يضاد ذلك .

ومن الأعمال الظاهرة ، كالصلاة ، والزكاة والصيام ، والحج ، والصدقة ، وأنواع الإحسان ، ونحو ذلك ، مما أمر اللّه به ، وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا ، فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها هو المنيب المسلم ، . { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (55)

{ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم } أي القرآن كقوله { الله نزل أحسن الحديث }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (55)

ولما أمر برؤية الأمور كلها من الله وإسلام القياد كله إليه ، أمر بما هو أعلى من ذلك ، وهو المجاهدة بقتل النفس فقال : { واتبعوا } أي عالجوا أنفسكم وكلفوها أن تتبع { أحسن ما أنزل } واصلاً { إليكم } على سبيل العدل كالإحسان الذي هو أعلى من العفو الذي هو فرق الانتقام باتباع هذا القرآن الذي هو أحسن ما نزل من كتب الله وباتباع أحاسن ما فيه ، فتصل من قطعك وتعطي من حرمك وتحسن إلى من ظلمك ، هذا في حق الخلائق ومثله في عبادة الخالق بأن تكون " كأنك تراه " الذي هو أعلى من استحضار " إنه يراك " الذي هو أعلى من أدائها مع الغفلة عن ذلك .

ولما كان هذا شديداً على النفس ، رغب فيه بقوله مظهراً صفة الإحسان موضع الإضمار : { من ربكم } أي الذي لم يزل يحسن إليكم وأنتم تبارزونه بالعظائم . ولما كان من النفوس ما هو كالبهائم لا ينقاد إلا بالضرب ، قال منبهاً أيضاً على رفقه بإثبات الجار : { من قبل أن يأتيكم } أي على ما بكم من العجز عن الدفاع { العذاب } أي الأمر الذي يزيل ما يعذب ويحلو لكم في الدنيا أو في الآخرة .

ولما كان الأخذ على غرة أصعب على النفوس قال : { بغتة } ولما كان الإنسان قد يشعر بالشيء مرة ثم ينساه فيباغته ، نفى ذلك بقوله : { وأنتم لا تشعرون * } أي ليس عندكم شعور بإتيانه لا في حال إتيانه ولا قبله بوجه من الوجوه لفرط غفلتكم ، ليكون افظع ما يكون على النفس لشدة مخالفته لما هو مستقر فيها وهي متوطنة عليه من ضده .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (55)

قوله : { وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ } أي اتبعوا ما أمركم به ربكم في كتابه الحكيم واجتنبوا ما نهاكم فيه عنه فهو أحسن ما أنزل الله إليكم . وذلك من الأوامر والنواهي والأمثال والأخبار والأحكام والعبر والقصص والوعد والوعيد . وقيل : أحسن ما أنزل إليكم هو القرآن ، وكله حسن ؛ فقد أنزل الله كتبا وهي التوراة والإنجيل والزبور ثم أنزل القرآن وأمر باتباعه فهو الأحسن بكماله وإعجازه وهو ناسخ لكثير من الكتب السابقة فضلا عن صلاحه لكل زمان ومكان بخلاف الشرائع السابقة فما كان يصلح كثير منها إلا لأمة معلومة في أزمان محدودة .

قوله : { مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } أي أطيعوا الله واعبدوه وحده والتزموا ما أمركم به في منهاجه العظيم لكم من قبل أن يفاجئكم عذاب الله ؛ إذ يغشاكم بغتة وأنتم لا تعلمون به .