الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱتَّبِعُوٓاْ أَحۡسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ بَغۡتَةٗ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ} (55)

وقوله سبحانه : { واتبعوا أَحْسَنَ } معناه : أن القرآن العزيزَ تضمَّنَ عقائدَ نيرةً وأوامرَ ونواهيَ مَنْجِيَةً وَعِدَاتٍ على الطاعاتِ ، والبِرِّ ، وتضمَّن أيضاً حدوداً على المعاصِي وَوَعِيداً على بَعْضِها فالأحسنُ للمرءِ أنْ يسلك طَريق الطاعةِ والانتهاءِ عن المعصيةِ والعفوِ في الأمورِ ونحوِ ذلك مِنْ أنْ يسلكَ طريقَ الغَفْلَةِ والمعصيةِ ؛ فَيُحَدُّ أو يَقَعَ تَحْتَ الوعيدِ ، فهذا المعنى هو المقصود ب { أَحْسَنَ } ، وليس المعنى : أنَّ بعضَ القرآن أحْسَنُ مِنْ بَعْضٍ منْ حيثُ هو قرآن .