الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ} (29)

قوله تعالى : " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية " هذه آية القراء العاملين العالمين الذين يقيمون الصلاة الفرض والنفل ، وكذا في الإنفاق . وقد مضى في مقدمة الكتاب ما ينبغي أن يتخلق به قارئ القرآن{[13145]} . " يرجون تجارة لن تبور " قال أحمد بن يحيى : خبر " إن " " يرجون " .


[13145]:راجع ج 1 ص 26 فما بعد.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ} (29)

قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ( 29 ) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } .

يبين الله حقيقة ما يبتغيه عباده المؤمنين الذين يتلون كتاب ربهم ويتدبرون آياته ، والذين يقيمون الصلاة وما كان منها مفروضا أو مندوبا ، وينفقون مما رزقهم الله سرّا ، والمراد بذلك صدقة التطوع ، أو ما كان منها علانية وهي الزكاة المفروضة ، فأولئك المؤمنون العابدون { يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ } { يَرْجُونَ } خبر إن ، و { تَبُورَ } من البوار وهو الكساد{[3869]} ، والمراد بالتجارة هنا طلب الثواب ببذل الطاعات وعمل الصالحات . أولئك يبتغون بذلك المثوبة من الله وحسن الجزاء .


[3869]:المصباح المنير ج 1 ص 73