الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ} (49)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ} (49)

ثم بين طيشهم وعجزهم بقوله : { وإن } أي والحال أنهم { كانوا } في الزمن الماضي كوناً متمكناً في نفوسهم ، وبين قرب يأسهم من استبشارهم دلالة على سرعة انفعالهم{[53386]} وكثرة تقلبهم بالجار ، فقال : { من قبل أن ينزل } أي المطر بأيسر ما يكون عليه سبحانه { عليهم } ثم أكد عظم خفتهم وعدم قدرتهم بقوله : { من قبله } أي الاستبشار سواء من غير تخلل زمان يمكن أن يدعي لهم فيه تسبب في المطر { لمبلسين* } أي ساكتين على ما في أنفسهم تحيراً ويأساً وانقطاعاً ، فلم يكن لهم على الإتيان بشيء من ذلك حيلة ، ولا لمعبوداتهم صلاحية له{[53387]} باستقلال ولا وسيلة .


[53386]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: اتصالهم.
[53387]:سقط من ظ.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ} (49)

قوله : { وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ } في تكرير { قَبْلِ } وجهان . أحدهما : أن يكون التكرير للتأكيد .

والثاني : أن يكون التقدير : وإن كانوا من قبل أن ينزل الغيث عليهم من قبل السحاب لمبلسين . والضمير يعود إلى السحاب .

في قوله سبحانه : { فَتُثِيرُ سَحَابًا } {[3623]} أي إن هؤلاء الذين استبشروا وفرحوا بنزول المطر عليهم كانوا قبل نزوله مكتئبين باحتباسه عنهم . أو كانوا مستيئسين قانطين . 50


[3623]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 252.