السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ} (49)

ثم بين تعالى عجزهم بقوله تعالى : { وإن } أي : والحال أنهم { كانوا } في الزمن الماضي { من قبل أن ينزل عليهم } أي : المطر ، وقرأ أبو عمرو وابن كثير بسكون النون وتخفيف الزاي ، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي . وقوله تعالى { من قبله } من باب التكرير والتأكيد كقوله تعالى { فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها } ( الحشر : 17 ) ومعنى التوكيد فيه الدلالة على أن عهدهم بالمطر قد تطاول بعدما استحكم بأسهم . وقوله تعالى { لمبلسين } إشارة إلى أنه تمادى إبلاسهم فكان الاستبشار على قدر اهتمامهم بذلك ، وقبل الأولى ترجع إلى المطر والثانية إلى إنشاء السحاب فلا تأكيد .