الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ} (49)

ثم قال تعالى : { وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم } أي : وإن هؤلاء الذين أصاب بالغيث أرضهم كانوا يئيسين من الخير قبل أن ينزل عليهم الغيث .

وقوله : { من قبله } تأكيد للأول عند الأخفش{[54822]} .

وقال قطرب{[54823]} : التقدير : وإن كانوا من قبل التنزيل من قبل المطر{[54824]} .

وقيل : التقدير من قبل تنزيل الغيث [ من قبل رؤية السحاب{[54825]} .

وقيل المعنى : وإن كانوا من قبل تنزيل الغيث ]{[54826]} عليهم من قبل أن يزرعوا لمبلسين ، ودل المطر على الزرع لأنه خرج بسبب المطر ، ودل على ذلك أيضا { فرأوه مصفرا } يعني الزرع{[54827]} .


[54822]:انظر: معاني الأخفش 2/658، والجامع للقرطبي 14/44، والبحر المحيط 7/178
[54823]:هو محمد بن المستنير بن أحمد أبو علي الشهير بقطرب نحوي عالم باللغة والأدب، وهو بصري من الموالي وهو أول من وضع "المثلث" في اللغة وقطرب: لقب دعاه به أستاذه سيبويه فلزمه، انظر: وفيات الأعيان 4/312، 635، وبغية الوعاة 1/242، والفهرست لابن النديم 84، وشذرات الذهب 2/15
[54824]:انظر: إعراب النحاس 3/277، والجامع للقرطبي 14/ 44، والبحر المحيط 7/179، وروح المعاني 21/53
[54825]:انظر: الجامع للقرطبي 14/44
[54826]:ما بين المعقوفين مثبت في الطرة
[54827]:انظر: الجامع للقرطبي 14/44، والبحر المحيط 7/179