محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡهِم مِّن قَبۡلِهِۦ لَمُبۡلِسِينَ} (49)

{ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم } أي المطر { مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ } أي لآيسين . قال الزمخشري : من قبله ، من باب التكرير والتوكيد ، كقوله تعالى {[6080]} : { فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها } ومعنى التوكيد فيه ، الدلالة على أن عهدهم بالمطر قد تطاول وبعد ، فاستحكم يأسهم وتمادى إبلاسهم . فكان الاستبشار على قدر اغتمامهم بذلك . انتهى .

وعكسه ابن عطية رحمه الله فقال : إنه يدل على سرعة تقلب القلوب البشرية من الإبلاس إلى الاستبشار .

قال الشهاب : وما ذكره ابن عطية أقرب . لأن المتبادر من القبلية الاتصال . وتأكيده دال على شدة اتصاله .


[6080]:(59 الحشر 17).