غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (54)

45

ثم بين ما يكون في ذلك اليوم قائلاً { فاليوم لا تظلم نفس شيئاً ولا تجزون } أيها الكافرون { إلا ما كنتم تعملون } وفيه إشارة إلى أن عدله عام وفضله خاص بأهل الإيمان وفيه أنهم إذا جمعوا لم يجمعوا إلا للعدل أو الفضل فالفاء فيه كما في قول القائل للوالي أو للقاضي : جلست للعدل فلا تظلم . أي ذلك يقتضي هذا ويستعقبه . وقوله { ما كنتم تعملون } إشارة إلى عدم الزيادة فإن الشيء لا يزيد على عينه كقولك : فلان يجازيني حرفاً بحرف . أي لا يترك شيئاً . ويجوز أن يراد الجنس أيّ لا تجزون إلا جنس العمل حسناً أو سيئاً .

/خ83