الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (4)

قوله تعالى : " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام " عرفهم كمال قدرته ليسمعوا القرآن ويتأملوه . ومعنى : " خلق " أبدع وأوجد بعد العدم وبعد أن لم تكن شيئا . " في ستة أيام " " في ستة أيام " من يوم الأحد إلى آخر يوم الجمعة . قال الحسن : من أيام الدنيا . وقال ابن عباس : إن اليوم من الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض مقداره ألف سنة من سني الدنيا . وقال الضحاك : في ستة آلاف سنة ، أي في مدة ستة أيام من أيام الآخرة . " ثم استوى على العرش " تقدم في الأعراف والبقرة{[12637]} وغيرهما . وذكرنا أقوال العلماء في ذلك مستوفى في ( الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) . وليست " ثم " للترتيب وإنما هي بمعنى الواو . " ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع " أي ما للكافرين من ولي يمنع من عذابهم ولا شفيع . ويجوز الرفع على الموضع . " أفلا تتذكرون " في قدرته ومخلوقاته .


[12637]:راجع ج 7 ص 219 و ج 1 ص 254.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (4)

{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ ( 4 ) }

الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام لحكمة يعلمها ، وهو قادر أن يخلقها بكلمة " كن " فتكون ، ثم استوى سبحانه وتعالى -أي علا وارتفع- على عرشه استواء يليق بجلاله ، لا يكيَّف ، ولا يشبَّه باستواء المخلوقين . ليس لكم -أيها الناس- من وليٍّ يلي أموركم ، أو شفيع يشفع لكم عند الله ؛ لتنجوا من عذابه ، أفلا تتعظون وتتفكرون -أيها الناس- ، فتُفردوا الله بالألوهية وتُخلصوا له العبادة ؟