قوله تعالى : " الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام " عرفهم كمال قدرته ليسمعوا القرآن ويتأملوه . ومعنى : " خلق " أبدع وأوجد بعد العدم وبعد أن لم تكن شيئا . " في ستة أيام " " في ستة أيام " من يوم الأحد إلى آخر يوم الجمعة . قال الحسن : من أيام الدنيا . وقال ابن عباس : إن اليوم من الأيام الستة التي خلق الله فيها السموات والأرض مقداره ألف سنة من سني الدنيا . وقال الضحاك : في ستة آلاف سنة ، أي في مدة ستة أيام من أيام الآخرة . " ثم استوى على العرش " تقدم في الأعراف والبقرة{[12637]} وغيرهما . وذكرنا أقوال العلماء في ذلك مستوفى في ( الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) . وليست " ثم " للترتيب وإنما هي بمعنى الواو . " ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع " أي ما للكافرين من ولي يمنع من عذابهم ولا شفيع . ويجوز الرفع على الموضع . " أفلا تتذكرون " في قدرته ومخلوقاته .
{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ ( 4 ) }
الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام لحكمة يعلمها ، وهو قادر أن يخلقها بكلمة " كن " فتكون ، ثم استوى سبحانه وتعالى -أي علا وارتفع- على عرشه استواء يليق بجلاله ، لا يكيَّف ، ولا يشبَّه باستواء المخلوقين . ليس لكم -أيها الناس- من وليٍّ يلي أموركم ، أو شفيع يشفع لكم عند الله ؛ لتنجوا من عذابه ، أفلا تتعظون وتتفكرون -أيها الناس- ، فتُفردوا الله بالألوهية وتُخلصوا له العبادة ؟
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.