السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا شَفِيعٍۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} (4)

ولما ذكر تعالى : الرسالة وبين ما على الرسول من الدعاء إلى التوحيد وإقامة الدليل قال : { الله } أي : الحاوي لجميع صفات الكمال وحده { الذي خلق السماوات } كلها { والأرض } بأسرها { وما بينهما } من المنافع العينية والمعنوية { في ستة أيام } كما يأتي تفصيله في فصلت إن شاء الله تعالى { ثم استوى على العرش } وهو في اللغة سرير الملك استواء يليق به تعالى لم تعهدوا مثله وهو أنه تعالى أخذ في تدبيره وتدبير ما حواه بنفسه لا شريك له ولا نائب فيه ولا وزير كما تعهدون من ملوك الدنيا إذا امتنعت ممالكهم وتباعدت أطرافها وتناءت أقطارها { ما لكم من دونه } لأن كل ما سواه دونه وتحت قهره ، ودل على عموم النفي بقوله تعالى : { من ولي } أي : يلي أموركم ويقوم بمصالحكم وينصركم إذا حل بكم شيء مما تنذرون به { ولا شفيع } يشفع عنده في تدبيركم أو في أحد منكم بغير إذن . { أفلا تتذكرون } هذا فتؤمنون .