الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (64)

قوله تعالى : " الله الذي جعل لكم الأرض قرارا " زاد في تأكيد التعريف والدليل ؛ أي جعل لكم الأرض مستقرا لكم في حياتكم وبعد الموت . " والسماء بناء " تقدم{[13390]} . " وصوركم فأحسن صوركم " أي خلقكم في أحسن صورة . وقرأ أبو رزين والأشهب العقيلي " صوركم " بكسر الصاد . قال الجوهري : والصور بكسر الصاد لغة في الصور جمع صورة ، وينشد هذا البيت على هذه اللغة يصف الجواري قائلا :

أشبَهْنَ من بقر الخَلْصَاءِ أعيُنَهَا *** وهنَّ أحسنُ من صِيرَانِهَا صِوَرَا

والصيران جمع صوار وهو القطيع من البقر والصوار أيضا وعاء المسك{[13391]} وقد جمعهما الشاعر :

إذا لاحَ الصّوارُ ذكرتُ ليلَى *** وأذكُرُهَا إذا نفخَ الصّوَارُ

والصيار لغة فيه . " ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين " تقدم{[13392]} .


[13390]:راجع ج 1 ص 229 طبعة ثانية أو ثالثة.
[13391]:الزيادة من الصحاح للجوهري لا يتم الكلام إلا بها.
[13392]:راجع ج 7 ص 223 طبعة أولى أو ثانية. و ج 1 ص 136 طبعة ثانية أو ثالثة.
 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (64)

{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( 64 ) }

الله الذي جعل لكم الأرض ؛ لتستقروا فيها ، ويسَّر لكم الإقامة عليها ، وجعل السماء سقفًا للأرض ، وبثَّ فيها من العلامات الهادية ، وخلقكم في أكمل هيئة وأحسن تقويم ، وأنعم عليكم بحلال الرزق ولذيذ المطاعم والمشارب ، ذلكم الذي أنعم عليكم بهذه النعم هو ربكم ، فتكاثر خيره وفضله وبركته ، وتنزَّه عمَّا لا يليق به ، وهو ربُّ الخلائق أجمعين .