الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{هَـٰٓؤُلَآءِ قَوۡمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةٗۖ لَّوۡلَا يَأۡتُونَ عَلَيۡهِم بِسُلۡطَٰنِۭ بَيِّنٖۖ فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبٗا} (15)

قوله تعالى : " هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة " أي قال بعضهم لبعض : هؤلاء قومنا أي أهل عصرنا وبلدنا ، عبدوا الأصنام تقليدا من غير حجة . " لولا " أي هلا . " يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا " أي بحجة على عبادتهم الصنم . وقيل : " عليهم " راجع إلى الآلهة ، أي هلا أقاموا بينة على الأصنام في كونها آلهة ، فقولهم " لولا " تحضيض بمعنى التعجيز ، وإذا لم يمكنهم ذلك لم يجب أن يلتفت إلى دعواهم .