قوله : { هؤلاء قَوْمُنَا اتخذوا } : يجوز في " قَوْمنَا " أن يكون بدلاً ، أو بياناً ، و " اتَّخذُوا " هو خبر " هؤلاء " ويجوز أن يكون " قَوْمُنا " هو الخبر ، و " اتَّخذوا " حالاً ، و " اتَّخذ " يجوز أن يتعدى لواحد ؛ بمعنى " عملوا " لأنهم نحتوها بأيديهم ، ويجوز أن تكون متعدية لاثنين ؛ بمعنى " صيَّروا " و " مِن دونه " هو الثاني قدِّم ، و " آلهة " هو الأول ، وعلى الوجه الأول يجوز في " من دونه " أن يتعلق ب " اتَّخذُوا " وأن يتعلق بمحذوفٍ حالاً من " آلهة " إذ لو تأخَّر ، لجاز أن يكون صفة ل " آلهة " .
قوله : " لَوْلاَ يَأتُونَ " تحضيض فيه معنى الإنكار ، و " عَليْهِمْ " أي : على عبادتهم ، أو على اتخاذهم ، فحذف المضاف للعلم به ، ولا يجوز أن تكون هذه الجملة التحضيضية صفة ل " آلهة " لفساده ؛ معنى وصناعة ؛ لأنها جملة طلبية .
فإن قلت : أضمر قولاً ؛ كقوله : [ الرجز ]
جَاءُوا بمَذْقٍ هل رَأيْتَ الذِّئْبَ قَطْ{[20858]} ***
فالجواب لم يساعد المعنى لفساده عليه .
فصل في المعني بقوله تعالى : ( هؤلاء قومنا ) .
هذا قول أصْحاب الكهف يعنون أهل بلدهم هم الذين كانوا في زمن دقيانوس ، عبدوا الأصنام { لَّوْلاَ يَأْتُونَ } هلا يأتون " عَليْهِمْ " على عبادتهم " بسُلْطَانٍ " بحجَّة بينة واضحة ، ومعنى الكلام أن عدم البينة{[20859]} بعدم الدَّليل لا يدلُّ{[20860]} على عدم المدلول ، وهذه الآية تدلُّ على صحَّة هذه الطريقة ؛ لأنَّه تعالى استدلَّ على عدم الشركاء والأضداد ؛ لعدمِ الدَّليل عليه ، ثم قال : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً } فزعم أنَّ له شريكاً ، وولداً ، يعني أنَّ الحكم بثبوت الشيء مع عدم الدليل عليه ظلمٌ وافتراءٌ على الله وكذبٌ ، وهذا من أعظم الدلائل على فساد القول بالتَّقليد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.