ثم شرعوا يستدلون على كونه شططاً بأنه لا دليل عليه ، ويجوز أن يكونوا لما قالوا ذلك عرض لهم الشيطان بشبهة التقليد فقالوا مجيبين عنها{[45670]} : { هؤلاء } {[45671]}وأن يكونوا{[45672]} قالوا ذلك للملك إنقاذاً له من شرك الجهل ، وبين المشار إليهم بقولهم : { قومنا } أي{[45673]} وإن كانوا أسن منا{[45674]} وأقوى{[45675]} وأجل في{[45676]} الدنيا { اتخذوا } {[45677]}أي مخالفين مع منهاج العقل داعي الفطرة الأولى{[45678]} { من دونه ءالهة } أشركوهم معه{[45679]} لشبهة واهية استغواهم بها الشيطان ؛ ثم استأنفوا على طريق التخصيص ما ينبه على أنهم من حين عبادتهم{[45680]} إلى الآن لم يأتوا على ذلك بدليل ، فقالوا {[45681]}منبهين على فساد التقليد في أصول الدين وأنه لا مقنع فيه بدون القطع{[45682]} : { لولا } أي هلا { يأتون } الآن .
{[45683]}ولما كانوا بعبادتهم لهم قد أحلوهم محل العلماء ، قال تعالى{[45684]} : { عليهم } {[45685]}أي على عبادتهم إياهم ، وحققوا ما أرادوا من الاستعلاء بقولهم{[45686]} : { بسلطان } أي دليل قاهر{[45687]} { بين } مثل ما نأتي نحن على تفرد معبودنا بالأدلة الظاهرة ، والبراهين الباهرة ، فإن مثل هذا الأمر لا يقنع فيه{[45688]} بدون ذلك ، وقد جمعنا الأدلة كلها في{[45689]} الاستدلال على تفرد الله باستحقاقه للعبادة بأنه{[45690]} تفرد بخلق الوجود ، فتسبب عن عجزهم عن دليل أنهم أظلم الظالمين لافتعالهم الكذب عن ملك الملوك ومالك الملك ، فلذلك قالوا : { فمن أظلم ممن افترى } أي تعمد { على الله } {[45691]}أي الملك الأعظم{[45692]} { كذباً * } {[45693]}فالآية دالة على فساد التقليد في الوحدانية{[45694]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.