الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{إِنۡ هِيَ إِلَّا مَوۡتَتُنَا ٱلۡأُولَىٰ وَمَا نَحۡنُ بِمُنشَرِينَ} (35)

" إن هي إلا موتتنا الأولى " ابتداء وخبر ، مثل : " إن هي إلا فتنتك " {[13739]} [ الأعراف : 155 ] ، " إن هي إلا حياتنا الدنيا " {[13740]} [ المؤمنون : 37 ] " وما نحن بمنشرين " أي بمبعوثين . أنشر الله الموتى فنشروا . وقد تقدم{[13741]} . والمنشورون المبعوثون . قيل : إن قائل هذا من كفار قريش أبو جهل ، قال : يا محمد ، إن كنت صادقا في قولك فابعث لنا رجلين من آبائنا : أحدهما : قصي بن كلاب فإنه كان رجلا صادقا ؛ لنسأله عما يكون بعد الموت . وهذا القول من أبي جهل من أضعف الشبهات ؛ لأن الإعادة إنما هي للجزاء لا للتكليف ، فكأنه قال : إن كنت صادقا في إعادتهم للجزاء فأعدهم للتكليف . وهو كقول قائل : لو قال إن كان ينشأ بعدنا قوم من الأبناء ، فلم لا يرجع من مضى من الآباء ، حكاه الماوردي .


[13739]:آية 155 سورة الأعراف.
[13740]:آية 29 سورة الأنعام.
[13741]:راجع ج 11 ص 278.