البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنۡ هِيَ إِلَّا مَوۡتَتُنَا ٱلۡأُولَىٰ وَمَا نَحۡنُ بِمُنشَرِينَ} (35)

{ ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى } : أي ما الموتة إلا محصورة في موتتنا الأولى .

وكان قد قال تعالى : { وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم } فذكر موتتين ، أولى وثانية ، فأنكروا هم أن يكون لهم موتة ثانية .

والمعنى : ما آخر أمرنا ومنتهى وجودنا إلا عند موتتنا .

فيتضمن قولهم هذا إنكار البعث ، ثم صرحوا بما تضمنه قولهم ، فقالوا : { وما نحن بمنشرين } : أي بمبعوثين بحياة دائمة يقع فيها حساب وثواب وعقاب ؛ وكان قولهم ذلك في معنى قولهم :

{ إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين }