الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{أَزِفَتِ ٱلۡأٓزِفَةُ} (57)

قوله تعالى : " أزفت الآزفة " أي قربت الساعة ودنت القيامة . وسماها آزفة لقرب قيامها عنده ، كما قال : " يرونه بعيدا ونراه قريبا{[14441]} " [ المعارج : 6 - 7 ] . وقيل : سماها آزفة لدنوها من الناس وقربها منهم ليستعدوا لها ؛ لأن كل ما هو آت قريب . قال :

أزِفَ التَّرَحُلُّ غيرَ أن رِكَابنا *** لمَّا تزلْ برحالنا وَكَأَنْ قَدِ

وفي الصحاح : أزف الترحل يأزف أزفا أي دنا وأفد ، ومنه قوله تعالى : " أزفت الآزفة " يعني القيامة ، وأزف الرجل أي عجل فهو آزف على فاعل ، والمتآزف القصير وهو المتداني . قال أبو زيد : قلت لأعرابي ما المحبنطئ ؟ قال : المتكأكئ . قلت : ما المتكأكئ ؟ قال : المتآزف . قلت : ما المتآزف ؟ قال : أنت أحمق وتركني ومر .


[14441]:راجع جـ 18 ص 284.