الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَكُلُّ أَمۡرٖ مُّسۡتَقِرّٞ} (3)

" وكذبوا " نبينا " واتبعوا أهواءهم " أي ضلالاتهم واختياراتهم . " وكل أمر مستقر " أي يستقر بكل عامل عمله ، فالخير مستقر بأهله في الجنة ، والشر مستقر بأهله في النار . وقرأ شيبة " مستقر " بفتح القاف ، أي لكل شيء وقت يقع فيه من غير تقدم وتأخر . وقد روي عن أبي جعفر بن القعقاع " وكل أمر مستقر " بكسر القاف والراء جعله نعتا لأمر و " كل " على هذا يجوز أن يرتفع بالابتداء والخبر محذوف ، كأنه قال : وكل أمر مستقر في أم الكتاب كائن . ويجوز أن يرتفع بالعطف على الساعة ، المعنى : اقتربت الساعة وكل أمر مستقر ، أي اقترب استقرار الأمور يوم القيامة . ومن رفعه جعله خبرا عن " كل " .