قوله : «أَزِفَت الآزِفَةُ » دَنَتِ الْقِيَامَةُ ، واقتربت ، والتقدير : الساعة الآزفة ، كقوله : { اقتربت الساعة } [ القمر : 1 ] ويجوز أن تكون الآزفة على القيامة بالغَلَبَةِ .
قال ابن الخطيب : قوله «أَزِفَتِ الآزِفَةُ » كقوله تعالى : { وَقَعَتِ الواقعة } . ويقال : كانت الكائنةُ . وهَذَا الاستعمال على وجهين :
الأول : إذا كان الفاعل صار فاعلاً لمثل ذلك الفعل من قبل ، ثم فعله مرةً أخرى ، يقال : فعله الفاعل كقوله : حَاكَه الحَائِكُ أي من شغله ذلك من قبل فعله .
الثاني : أن يصير الفاعل فاعلاً بذلك الفعل ، يقال : إذَا مَاتَ الْمَيِّتُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وإذا غصب العين غاصبٌ ضَمِنَهُ ، فقوله : أَزِفَت الآزِفَةُ يحتمل أن يكون من الأول أي قربت الساعة التي كل يوم تزداد قرباً فهي كائنة قريبة وزادت في القرب ، ويحتمل أن يكون من الثاني كقوله : «وَقَعَت الْوَاقِعَةُ » أي قرب وقوعها . وفاعل أزفت في الحقيقة القيامة أو الساعة فكأنه قال : أزفت القيامة الآزفة أو السَّاعة الآزفة{[53802]} .
قال أبو زيد{[53803]} : قلت لأعرابيٍّ : مَا الْمُحْبَنْطِىءُ ؟ قال : الْمُتَكَأْكىءُ ، قلت : ما المتكأكىءُ ؟ قال : الْمُتَآزِفُ ؟ قلت : ما المتآزف ؟ قال : أنْتَ أحْمَقُ وتركَنِي وَمَرَّ{[53804]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.