الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَقَالُوٓاْ إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ} (29)

قوله تعالى : " وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا " ابتداء وخبر و( إن ) نافية . ( وما نحن ) ( نحن ) اسم ( ما ) بمبعوثين " خبرها ، وهذا ابتداء إخبار عنهم عما قالوه في الدنيا . قال ابن زيد : هو داخل في قوله : " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " " وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا " أي لعادوا إلى الكفر ، واشتغلوا بلذة الحال . وهذا يحمل على المعاند كما بيناه في حال إبليس ، أو على أن الله{[6306]} يلبس عليهم بعد ما عرفوا ، وهذا شائع في العقل .


[6306]:في ب و ج و هـ و ع: الرب.