قوله تعالى : " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس " الآية . المعنى : ولو نزلنا يا محمد بمرأى منهم ، كما زعموا وطلبوا كلاما مكتوبا " في قرطاس " وعن ابن عباس : كتابا معلقا بين السماء والأرض ، وهذا يبين لك أن التنزيل على وجهين : أحدهما : على معنى نزله عليك الكتاب بمعنى نزول الملك به . والآخر : ولو نزلنا كتابا في قرطاس يمسكه الله بين السماء والأرض ، وقال : " نزلنا " على المبالغة بطول مكث الكتاب بين السماء والأرض ، والكتاب مصدر بمعنى الكتابة فبين أن الكتابة في قرطاس ؛ لأنه غير معقول كتابة إلا{[6251]} في قرطاس أي في صحيفة والقرطاس الصحيفة ، ويقال : قرطاس بالضم ، وقرطس فلان إذا رمى ، فأصاب الصحيفة الملزقة بالهدف . " فلمسوه بأيديهم " أي فعاينوا ذلك ومسوه باليد كما اقترحوا وبالغوا في ميزه وتقليبه جسا بأيديهم ليرتفع كل ارتياب ويزول عنهم كله إشكال ، لعاندوا فيه وتابعوا{[6252]} كفرهم ، وقالوا : سحر مبين إنما سكرت أبصارنا وسحرنا ، وهذه الآية جواب لقولهم : " حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه{[6253]} " [ الإسراء : 93 ] فأعلم الله بما سبق في علمه من أنه لو نزل لكذبوا به . قال الكلبي : نزلت في النضر بن الحرث وعبدالله بن أبي أمية ونوفل بن خويلد قالوا : " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا{[6254]} " [ الإسراء : 90 ] الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.