تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَوۡ نَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ كِتَٰبٗا فِي قِرۡطَاسٖ فَلَمَسُوهُ بِأَيۡدِيهِمۡ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ} (7)

الآية 7 وقوله تعالى : { ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم } يخبر لشدة تعنتهم [ أنهم ، وإن أوتوا ]{[6924]} ما سألوا من الآيات لم يؤمنوا به ، لأنهم كانوا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل كتابا يعاينونه{[6925]} ، ويقرؤونه كقوله : { ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه } [ الإسراء : 93 ] وكقوله : { لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة } [ الفرقان : 32 ] ونحوه من الآيات .

يقول : { ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس } أي في صحيفة مكتوبا{[6926]} يعلمون أنه لم يكتب في الأرض ، ولمسوه بأيديهم ، وعاينوه ، لم يؤمنوا به ، ولا صدقوه ، وقالوا : { إن هذا إلا سحر مبين } يصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لا يؤمنون ، ويخبره بشدة تعنتهم أنهم لا يؤمنون ، وإن جئت بكل آية ؛ إذ قد آتاهم من الآيات ما إن تأملوا ، ولم يتعنتوا دلتهم على ذلك ، لكنهم أعرضوا عنها ، ولم يتأملوا فيها لتعنتهم وشدة مكابرتهم ، والله أعلم .


[6924]:- في الأصل: وإن أتوا، في م: أنهم وإن أتوا.
[6925]:- في الأصل وم: يعاينوه.
[6926]:- في الأصل وم: مكتوب.