الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَٰجِزِينَ} (47)

قوله تعالى : " فما منكم من أحد عنه حاجزين " " ما " نفي و " أحد " في معنى الجمع ، فلذلك نعته بالجمع ، أي فما منكم قوم يحجزون عنه كقوله تعالى : " لا نفرق بين أحد من رسله{[15326]} " [ البقرة : 285 ] هذا جمع ، لأن " بين " لا تقع إلا على اثنين فما زاد . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لم تحل الغنائم لأحد سود الرؤوس قبلكم ) . لفظه واحد ومعناه الجمع . و " من " زائدة . والحجز : المنع . و " حاجزين " يجوز أن يكون صفة لأحد على المعنى كما ذكرنا ، فيكون في موضع جر . والخبر " منكم " . ويجوز أن يكون منصوبا على أنه خبر و " منكم " ملغى ، ويكون متعلقا " بحاجزين " . ولا يمنع الفصل به من انتصاب الخبر في هذا ، كما لم يمتنع الفصل به في " إن فيك زيدا راغب " .


[15326]:راجع جـ 3 ص 424.