قوله : { فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } .
أحدهما : أنه نعت ل «أحد » على اللفظ ، وإنما جمع المعنى ، لأن «أحداً » يعُمُّ في سياق النفي كسائر النكراتِ الواقعة في سياق النَّفْي ، قاله الزمخشري والحوفيُّ .
وعلى هذا فيكون «مِنْكُم » خبراً للمبتدأ ، والمبتدأ في «أحد » زيدت فيه «مِنْ » لوجود شرطها .
وضعفه أبو حيَّان{[57836]} : بأن النفي يتسلَّط على كينونته «منكم » ، والمعنى إنما هو على نفي الحجز عما يراد به .
والثاني : أن يكون خبراً ل «ما » الحجازية ، و «من أحد » اسمها ، وإنما جُمِع الخبرُ لما تقدم و «منكم » على هذا حالٌ ، لأنه في الأصل صفة ل «أحد » أو يتعلق ب «حاجزين » ولا يضر ذلك لكون معمول الخبر جاراً ، ولو كان مفعولاً صريحاً لامتنع ، لا يجوز : «ما طعامك زيداً آكلاً » ، أو متعلق بمحذوف على سبيل البيان ، و «عنه » يتعلق ب «حاجزين » على القولين ، والضمير للمقتول ، أو للقتل المدلول عليه بقوله : «لأخذْنَا ، لقطعنا » .
قال القرطبيُّ{[57837]} : المعنى فما منكم قوم يحجزون عنه لقوله تعالى { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ }[ البقرة : 285 ] هذا جمع لأن «بين » لا تقع إلا على اثنين فما زاد ، قال عليه الصلاة والسلام : «لَمْ تحلَّ الغَنائِمُ لأحدٍ سُودِ الرُّءوسِ قَبْلكُمْ » .
لفظه واحد ، ومعناه الجمع ، و «من » زائدة .
والحَجْز : المنع ، و «حَاجزيْنَ » يجوز أن يكون صفة ل «أحد » ، على المعنى كما تقدم ، فيكون في موضع جر ، والخبر «منكم » ، ويجوز أن يكون منصوباً ، على أنه خبر ، و «منكم » ملغى ، ويكون متعلقاً ب «حاجزين » ، ولا يمنع الفصل به من انتصاب الخبر في هذا ، كما لم يمتنع الفصل به في «إنَّ فيك زيداً راغبٌ » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.