لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

قوله جلّ ذكره : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ } .

بالابتلاء والامتحان تتبين جواهرُ الرجال ، فيظهر المخلصُ ، ويفتضح الماذقُ ، وينكشف المنافق ، فالذين آمنوا وأخلصوا نجوا وتخلصوا ، والذين كفروا ونافقوا وقعوا في الهوان وأُذِلُّوا ، ووسِموا بالشَقاوة وقُطعوا .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُم } بالأمر بالجهاد ونحوه من التكاليف الشاقة { حتى نَعْلَمَ المجاهدين مِنكُمْ والصابرين } على مشاق التكاليف علماً فعلياً يتعلق به الجزاء ، وفي معناه ما قيل : أي حتى يظهر علمنا ، وقال ابن الحاجب في ذلك : العلم يطلق باعتبار الرؤية والشيء لا يرى حتى يقع يعني على المشهور وهو هنا بمعنى ذلك أو بمعنى المجازاة ، والمعنى حتى نجازي المجاهدين منكم والصابرين { وَنَبْلُوَ أخباركم } فيظهر حسنها وقبيحها ، والكلام كناية عن بلاء أعمالهم فإن الخبر حسنه وقبيحه على حسب المخبر عنه فإذا تميز الحسن عن الخبر القبيح فقد تميز المخبر عنه وهو العمل كذلك ، وهذا أبلغ من نبلو أعمالكم ، والظاهر عموم الأخبار ، وجوز كون المراد بها إخبارهم عن إيمانهم وموالاتهم للمؤمنين على أن إضافتها للعهد أي ونبلو أخبار إيمانكم وموالاتكم فيظهر صدقها وكذبها . وقرأ أبو بكر الأفعال الثلاثة المسندة إلى ضمير العظمة بالياء ، وقرأ رويس { وَنَبْلُوَ } بالنون وسكون الواو ، والأعمش بسكونها وبالياء فالفعل مرفوع بضمة مقدرة بتقدير ونحن نبلو والجملة حالية ، وجوز أن يكون منصوباً كما في قراءة الجمهور سكن للتخفيف كما في قوله :

أبى الله أن أسمو بأم ولا أب ***