لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (7)

قوله جل ذكره : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } .

إنما أنا بَشَرٌ مثلكم في الصورة والبِنْية ، والذات والخِلقة . والفرقَانُ بيني وبينكم أنَّه يُوحَى إليَّ أنما إلهكم إله واحد ؛ فالخصوصية مِنْ قِبَلِه لا مِنْ قِبَلِي ، ولقد بَقِيتُ فيكم عمراً ، ولقيتموني جهراً . . فما عثرتم مني على غير صواب ، ولا وجدتم في قولي شوب كذاب . وأمري إليكم أن استقيموا في طاعته ، واستسلموا لأمره . . . وطوبى لِمَن أجاب ، والويلُ لِمَنْ أصرَّ وعاب ! .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَٰفِرُونَ} (7)

قوله : { وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ( 6 ) الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } . ذلك تهديد ووعيد من الله للمشركين المكذبين الذين لا يقرون بوجوب الزكاة في أحوالهم . وهذه خسيسة من خسائس الكافرين في كل زمان ؛ إذ يعظِّمون المال أشد تعظيم ولا يعبئون بغير جمعه وتكثيره والاستئثار به ليحرم من المحاويج والمساكين . فم بذلك أشحة مناكيد يبخلون عن بذل المال في وجوه الخير وفي دفع غوائل الفقراء والمعوزين لفرط حبهم للمال والمتاع والشهوات { وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } المشركون سادرون في غفلتهم وضلالهم ، لاهون عن ذكر الآخرة ؛ لأنهم مشغولون بحطام الدنيا وزينتها فلا يعبئون بأخبار الآخرة ولا يوقنون بها .