لطائف الإشارات للقشيري - القشيري [إخفاء]  
{عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ} (4)

قوله جلّ ذكره : { خَلَقَ الإِنسَانَ عَلَّمَهُ البَيَانَ } .

{ الإِنْسَانَ } : ها هنا جنْسُ الناس ؛ عَلَّمَهم البيانَ حتى صاروا مُمَيزَّين - فانفصلوا بالبيان عن جميع الحيوان . وعَلَّمَ كُلَّ قومٍ لسانَهم الذي يتكلمون ويتخاطبون به .

والبيانُ ما به تبينُ المعاني - وشَرْحُه في مسائل الأصول .

ويقال : لمَّا قال أهلُ مكة إنما يُعلِّمه بَشَرٌ ردَّ الله - سبحانه- عليهم وقال : بل عَلَّمَه اللَّهُ ؛ فالإنسانُ على هذا القول هو محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل هو آدم عليه السلام .

ويقال : البيان الذي خُصَّ به الإنسان ( عموماً ) يعرِفُ به كيفيةَ مخاطبةِ الأغيار من الأمثال والأشكال . وأمَّا أهل الإيمان والمعرفة فبيانُهم هو عِلْمُهم كيفيةَ مخاطبةِ مولاهم - وبيانُ العبيدِ مع الحقِّ مختلفٌ : فقومٌ يخاطِبونه بلسانهم ، وقومٌ بأنفاسهم ، وقوم بدموعهم :

دموعُ الفتى عمَّا يحسُّ تترجمُ *** وأشواقه تبدين ما هو يكتم

وقومُ بأنينهم وحنينهم :

قُلْ لي بألسنة التنفُّس كيف أنت وكيف حالك ؟

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{عَلَّمَهُ ٱلۡبَيَانَ} (4)

قوله : { علمه البيان } والمراد به النطق والتعبير عما في النفس والذهن من مقاصد وأفكار ، وهذه سمة فضلى اختص الله بها الإنسان ، إذ جعله ناطقا متكلما ، وذلك بما أودعه من جهاز عضوي وعصبي وعقلي تتحقق به ظاهرة الكلام .