لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٖ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡرَـٰٓءِيلَ وَمِمَّنۡ هَدَيۡنَا وَٱجۡتَبَيۡنَآۚ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُ ٱلرَّحۡمَٰنِ خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَبُكِيّٗا۩} (58)

أقامهم بشواهد الجمع ، وأخبر أن مِنَّتَه كامِنَةٌ في تخصيصِهم بأحوالهم ، وتأهيلهم لِمَا رقَّاهم إليه من المآل ، وأنه بفضله اختارهم واجتباهم . ومما أنعم به عليهم من الخصائص رِقَّةُ قلوبِهم ؛ فهم إذ تُتْلَى عليهم الآياتُ سجدوا ، وسجوُد ظواهرِهم يدل على سجود سرائرهم بما حقَّقَ لهم من شواهد الجمع ، وأمارة صحته ما وفقهم إليه من عين الفرق ؛ فبوصف التفرقة قاموا بحق آداب العبودية ، وبِنعَت الجمع تحققوا بحقائق الربوبية .