ثم قال تعالى : { أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين }[ 58 ] .
المعنى : أولئك الذين قصصت عليك ، أنباءهم ، هم الذي أنعم الله عليهم بتوفيقه ، فهداهم لطريق{[44418]} الرشد من الأنبياء { من ذرية آدم } . يعني إدريس . و{ وممن حملنا مع نوح } ( أي ومن ذرية من حملنا مع نوح في الفلك ، يعني : إبراهيم ) .
{ ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل } يعني يعقوب من ذرية إبراهيم وإسماعيل من ذرية إبراهيم ، ومن ذريته أيضا هارون وموسى ، وزكريا ، وعيسى ، وأمه .
/ { وممن هدينا } للإيمان والعمل الصالح .
{ واجتبينا }{[44419]} أي : واصطفيا للرسالة والوحي .
ثم قال تعالى : { إذا تتلى عليهم آيات الرحمن }[ 58 ] .
أي : أدلته وحججه{[44420]} التي أنزلها{[44421]} في كتابه .
{ وبكيا } أي باكين . فبكى{[44422]} يجوز أن يكون مصدرا لبكى يبكي بكيا{[44423]} . بمعنى : بكاء{[44424]} . ويكون أصله بكويا . كجلس يجلس جلوسا . ثم نقل ورد إلى الياء ، على أصل اجتماع الواو والياء . والأول{[44425]} ساكن ، ويكسر ما قبلها ، لأنه ليس من كلامهم ياء{[44426]} ساكنة قبلها ضمة ، ومن كسر أوله ، اتبع الكسر الكسر والياء . ويجوز أن يكون{[44427]} جمع باكٍ على فعول{[44428]} ، كما قالوا شاهد وشهود{[44429]} . فأما العتي والجثي فهما جمع جاث وعات على فعول ، ثم غير على ما تقدم في ( مرضى ) . لأن لامه واو . فهو مخالف لبكيا ، إذ لامه ياء ، ولام جثيا وعتيا واو ، لأن ذلك من بكى يبكي ، وهذين من جثا يجثو ، وعتا يعتو ، فقس على هذا ياءات هذه{[44430]} السورة وغيرها .
وقرأ عمر بن الخطاب{[44431]} رضي الله عنه سورة ( مريم ) فسجد فقال : ( هذا السجود ، فأين البكي ){[44432]} وهذا يدل على أنه مصدر لا جمع يريد به فأين البكاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.