الآية58 : وقوله تعالى : { أولئك الذين أنعم الله عليهم } أي بالنبوة والرحمة التي ذكر في ما تقدم . والرحمة هي النعمة .
فهذا يرد قول أهل الاعتزال لأنهم يقولون : لا يخص الله أحدا بالنبوة أو بشيء من الأفضال إلا من يستحق ذلك ، ويستوجبه . فأخبر الله عز وجل أن ذلك منه إنعام وإفضال عليهم .
[ وقوله تعالى ] {[12027]} : { من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم } أيضا ، ومن ذرية { وإسرائيل } أي يعقوب ، ومن ذرية من هداه التوحيد ، واجتباه للرسالة والنبوة ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا } قال بعض أهل التأويل : هذا في مؤمني أهل الكتاب عبد الله ابن سلام وأصحابه { إذا تتلى عليهم آيات } القرآن بعد ما آمنوا { خروا سجدا وبكيا } .
ويشبه أن يكون هذا في أولئك [ الذين ] {[12028]}ذكر أنه أنعم عليهم ، كانت لهم آيات في كتبهم ، فيها سجود إذا تليت { عليهم آيات الرحمان خروا } لله { سجدا وبكيا } . أو أن يكون لا على حقيقة السجود ، ولكن على الخضوع له ، والقبول لحججه وبراهينه التي تليت عليهم . أو أن يكونوا لا يملكون أنفسهم إذا رأوا آيات الله وسلطانه ، ولكن وقعوا سجدا{[12029]} على ما أخبر عن سحرة فرعون عند معاينتهم الآيات حين قال : { فألقي السحرة سجدا } [ طه : 70 ، والشعراء : 46 ] وقال{[12030]} : { وألقي السحرة ساجدين } [ الأعراف : 120 ] ليس أن سجدوا له ، ولكن يلقون سجدا لما لا يملكون أنفسهم عند معاينتهم الآيات .
قال أبو عوسجة : { وبكيا } فيه ثلاث لغات : بُكِيًّا وبِكِيًّا وبَكِيًّا{[12031]} ، وهو جماعة الباكي . وقوله : { نجيا } [ مريم : 52 ] يقال : فلان نجي فلان ، أي موضع [ سره ] {[12032]} .
ويحتمل قوله : { إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا } أن يكون كناية عن الصلاة ، وصفهم عز وجل أنهم كانوا يكونون في الصلاة خاشعين باكين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.