لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ غِلۡمَانٞ لَّهُمۡ كَأَنَّهُمۡ لُؤۡلُؤٞ مَّكۡنُونٞ} (24)

قوله جلّ ذكره : { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } .

والقومُ عن الدارِ وعمَّن في الدار مُخْتَطَفون لاستيلاء ما يستغرقهم ؛ فالشرابُ يؤنِسُهم ولكن لا بِمَنْ يجانسهم ؛ وإذا كان - اليومَ - للعبد وهو في السجن في طول عمره ساعة ُ امتناع عن سماع خطاب الأغيار ، وشهود واحدٍ من المخلوقين - وإنْ كان ولداً عزيزاً ، أو أخاً شفيقاً - فمِنَ المحال أنْ يُظَنْ أنه يُرَدُّ من الأعلى إلى الأدنى . . . إِنْ كان من أهل القبول والجنة ، ومن المحال أن يظن أنه يكون غداً موسوماً بالشقاوة .

وإذا كان العبدُ في الدنيا يقاسي في غُرْبتَه من مُقاساة اللتيا والتي - فماذا يجب أن يقال إذا رجع إلى منزله ؟ أيبقى على ما كان عليه في سفرته ؟ أم يلقى غير ما كان يقاسي في سَفْرته ، ويتجرع غير ما كان يُسْقى من كاسات كُرْبته ؟