اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ غِلۡمَانٞ لَّهُمۡ كَأَنَّهُمۡ لُؤۡلُؤٞ مَّكۡنُونٞ} (24)

قوله تعالى : { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ } أي يطوف عليهم بالخِدمة غلمانٌ لهم «كَأَنَّهُمْ » في الحسن والبياض والصَّفاء .

قوله : { كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } صفة ثانية «لِغِلْمَانٍ » . والمعنى يطوف عليهم بالكُؤُوس غلمانٌ لهم . وهم الوِلْدَان المُخَلَّدُون { كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } أي مخزون مَصُونٌ لم تَمَسَّهُ الأَيْدِي .

قال سعيدُ بن جُبَيْر : يعني في الصِّدق ، وقال عبد الله بن عمر : ما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألفُ غلام وكل غلام على عمل ما عليه صاحبه . «وروي عن الحسن أنه لما تلا هذه الآية قال : قَالُوا يا رسول الله : الخادم كاللؤلؤ المكنون فكيف المخْدُوم ؟ قال : فَضْلُ المَخْدُومِ عَلَى الْخَادِمِ كَفَضْلِ لَيْلَةَ البدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَواكِبِ » .