لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّـٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (12)

قدَّم ذِكْرَ أهمِّ الأشياء - وهو المغفرة . ثم إذا فرغَتْ القلوبُ عن العقوبة قال :

{ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ } فبعد ما ذَكَرَ الجنَّةَ ونعيمَهَا قال : { وَمَسَاكِنَ طَيِبَّةً } ، وبماذا تطيب تلك المساكن ؟ لا تطيب إلاَّ برؤية الحقِّ سبحانه ، ولذلك قالوا :

أجيرانَنَا ما أوحشَ الدارَ بعدكم *** إذا غِبْتُمو عنها ونحن حضورُ

نحن في أكمل السرورِ ولكنْ *** ليس إلا بكم يتمُّ السرورُ

عيبُ ما نحن فيه يا أهلَ ودَّي *** أنكم غُيَّبٌ ونحن حضورُ