إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّـٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (12)

{ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } جوابٌ للأمرِ المدلولِ عليه بلفظ الخبرِ ، أو لشرطٍ أو استفهامٍ دلَّ عليهِ الكلامُ ، تقديرُهُ أنْ تؤمنُوا وتُجاهِدوا أو هَلْ تقبلُونَ أن أدلكُم يغفرْ لكُمْ ، وجعلُه جواباً لهَلْ أدلكُم بعيدٌ لأنَّ مجردَ الدلالةِ لا يوجبُ المغفرةَ { وَيُدْخِلْكُمْ جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار ومساكن طَيّبَةً فِي جنات عَدْنٍ ذَلِكَ } أي ما ذكرَ من المغفرةِ وإدخالِ الجناتِ الموصوفةِ بما ذكرَ من الأوصاف الجليلةِ { الفوز العظيم } الذي لا فوزَ وراءَهُ .